صقر عضو جديد
عدد المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 10/11/2011
| موضوع: الله يقوي جمس الهيئة! الخميس نوفمبر 10, 2011 11:01 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم لقد اطلعت على ماكتبه الأخ بدر العامر في جريدة الوطن بعنوان "جمس الهيئة" بتاريخ ( 2011-10-19) وأحسب أن الكاتب لم يحالفه الصواب في بعض تقريراته في مقاله ذاك وشط به قلمه وتاه ووقع في تجاوزات ومغالطات هذا أوان بيانها ونقضها فإلى المقصود.. * قال الكاتب " لماذا لا يسمح لأهل المحلات البعيدة بالصلاة في محلاتهم جماعة، وبهذا نعودهم على صلاة الجماعة وهي الواجب في السائد الفقهي في البلد، ونعينهم كذلك على النجاح في تجارتهم، ونحبب الناس للخير بدلا من تشديد المحاسبة في أمر واسع" أقول إن حث الناس على أداء الصلاة جماعة في المسجد هو المتعين عند جمع من أهل العلم وهو رواية في مذهب الحنابلة كما في المغني لابن قدامة (2/6) قال الإمام أحمد في رسالته في الصلاة : "فأمروا رحمكم الله بالصلاة في المساجد من تخلف عنها وعاتبوهم إذا تخلفوا عنها وأنكروا عليهم بأيديكم فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم واعلموا أنه لا يسعكم السكوت عنهم لأن التخلف عن الصلاة من عظيم المعصية" انظر طبقات الحنابلة (1 / 374) يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في المدخل المفصل (617)" :وهي ثابتة من رواية تلميذه: مهنا بن يحي عنه، ولاعبرة بمن شك في نسبتها، بدءاً من الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى - في: "السير" ونهاية إلى بعض أهل عصرنا، وقد فَنّدَ ذلك في رسالة مطبوعة، الشيخ حمود بن عبد الله التويجري بإسم "التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة". قال الإمام ابن تيمية كما في (23/254) :" ليست الجماعة كصلاة الفذ، بل الجماعة أفضل ولو كانت في غير المسجد، لكن تنازع العلماء فيمن صلى جماعة في بيته، يسقط عنه حضور الجماعة في المسجد، أم لابد من حضور الجماعة في المسجد ؟ والذي ينبغي له ألا يترك حضور الجماعة في المسجد إلا لعذر كما دلت على ذلك السنن والآثار". بل قال الإمام ابن القيم في كتابه الصلاة وأحكام تاركها(166) "ومن تأمل السنة حق التأمل تبين له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجمعة والجماعة, فترك حضور المسجد لغير عذر كترك أصل الجماعة لغير عذر, وبهذا تتفق جميع الأحاديث والآثار.....فالذي ندين الله به أنه لا يجوز لأحد التخلف عن الجماعة في المسجد إلا من عذر". *وقوله "ونعينهم كذلك على النجاح في تجارتهم"لا أدري ما وجهه فمتى كان الأمر بالصلاة في المسجد عائقاً عن التجارة أومن أسباب كسادها؟! قال تعالى: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ *رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: ( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) قال : كانوا رجالا يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون فإذا سمعوا النداء بالصلاة القوا ما بأيديهم وقاموا إلى المسجد فصلوا. أخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عمر : انه كان في السوق فاقيمت الصلاة فاغلقوا حوانيتهم ثم دخلوا المسجد فقال ابن عمر : فيهم نزلت (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) قال البغوي في معالم التنزيل(3 / 420)قوله: "رِجالٌ، قيل: خص الرجال بالذكر في هذه المساجد لأنه ليس على النساء جمعة ولا جماعة في المسجد، لا تُلْهِيهِمْ، لا تشغلهم، تِجارَةٌ، قيل خص التجارة بالذكر لأنها أعظم ما يشتغل به الإنسان عن الصلوات والطاعات". وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير (18 / 199):"ومعنى {لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ} أنهم لا تشغلهم تجارة ولا بيع عن الصلوات وأوقاتها في المساجد. فليس في الكلام أنهم لا يتجرون ولا يبيعون بالمرة". *وقال الكاتب: " في إحدى المرات كنت في عجلة من أمري، استحث الخطى حتى أصل إلى مجمع لبيع الأدوات الإلكترونية في حي الروضة بالرياض، وصلت إلى المجمع قبل الأذان بنصف ساعة، وهو وقت كفيل بأن أنجز فيه حاجتي، إلا أني تفاجأت بعد خمس دقائق، أي قبل الأذان بثلث ساعة تقريبا بإخراجنا من المجمع" وكلامه هنا ليس دقيقاً فمن المعلوم المشاهد أن رجال الحسبة لا يأمرون المحلات والأسواق بالإغلاق إلا مع الأذان...يستثنى من ذلك بعض الأسواق المركزية الكبرى فيه التي تغلق أبوابها قبل الأذان بوقت على من فيها حتى يتسنى للمشترين دفع الحساب عند الكاشير وذلك يحتاج لوقت طويل.. *وقال: "فأمامنا ثلث ساعة إلى الأذان، ثم ثلث ساعة إلى الإقامة، ثم ربع ساعة مدة الصلاة والنافلة، ثم ربع ساعة فتح المحل، فأصبح مجموع الوقت الذي أمضيته حتى أستطيع أن أرجع إلى المحل سبعين دقيقة تقريبا" وهذا فيه من المبالغة مافيه فلو احتاج صاحب المحل للوضوء ثم الذهاب إلى المسجد لايكاد يصل إلا قريباً من وقت الإقامة ومن المعلوم أن الكثير من المساجد القريبة من الأسواق تتعجل في إقامة الصلاة وفي أدائها مراعاة لحال الناس.. ثم إن هذا الذهاب والرجوع إلى المسجد من أهل السوق لايحصل إلا في صلاتي المغرب والعشاء فالكثير من الأسواق مغلقة في الفجر وكذلك تغلق بعد الظهر إلى العصر. *وقال "إنني أدرك أن سيارات الهيئة التي تمر على المحلات التجارية وتدقق في من يفتح بعد الأذان مباشرة هي تطبق نظام الهيئة في هذا الصدد، ولكن تطبيق النظام إذا كان في قضية شرعية فإنه يحتاج إلى مستند شرعي، إذ العقوبة لا توقع على أحد إلا بنص شرعي أو قانوني" وهذا له مستند شرعي من وجهين: أولها عند من يقول من أهل العلم بوجوب صلاة الجماعة في المسجد يعد من خالف ارتكب منكراً يجب انكاره عليه إلا أن يتخلف من عذر.. وقد سبق نقل كلام الإمام أحمد في ذلك وأن ترك الصلاة جماعة في المسجد من المنكر الذي تجب إزالته.. وثانيها أن هذا من طاعة ولي الأمر قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن ، رحمه الله في الدرر السنية (4 / 418): يلزم الأمير يلزمهم تفقد الناس في المساجد، حتى يعرف من يتخلف عن الصلاة ويتهاون بها، ويجعل للناس نواباً للقيام على الناس بالاجتماع للصلاة في جميع البلدان والقرى؛ فإن هذا مما شرعه الله ورسوله وأوجبه، وهذا ماحصل بحمد الله من عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله جاء في الدرر السنية (14 / 365) من عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل، وعبد العزيز بن عبد الرحمن، إلى من بلغه هذا الكتاب من المسلمين، وفقنا الله تعالى وإياهم لمعرفة دينه، والقيام بحقه والثبات عليه، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ......وقد عينا نوابا في تفقد الناس عند الصلاة، ومعرفة أهل الكسل الذين اعتادوه وعرفوا من بين المسلمين بذلك، فيقومون على من قدروا عليه بالحبس والضرب؛ومن هابوه ولم يقدروا عليه، فليرفع أمره لنا، وتبرأ ذمتهم بذلك، ولا يكون لأحد حجة يحتج بها علينا.كذلك إنا ملزمون أهل كل بلد بالقيام بذلك، ومن لم يقم به من أمير وغيره، بان لنا أمره، واتضح لنا غيه". * قال الكاتب "قال لي صديق كان في محل "كافي شوب" شبابي إن عضوا من أعضاء الهيئة قد تسلل من الباب الخلفي ودخل على العاملين وبعض الزبائن وهم يصلون جماعة، فألزمهم بإعادة الصلاة في المسجد، وحمل الجميع في "جمسه" وذهب بهم إلى المركز، وهم مجموعة من الشباب الصالحين فيما نحسب، فأي مستند يقوم عليه المحتسب من إلزامهم بإعادة الصلاة، ومن أباح له التسلل إلى الناس من دون إذن؟ " أقول كم سمعنا من القصص التي تروى وتنقل عن رجال الهيئة وعند التحقيق تكون غير صحيحة أو هول وزيد في روايتها وهذا وقع كثيراً فأخشى أن تكون هذه القصة من تلك خاصة أن الكاتب وفقه الله لم يشاهد ماذكره! وعلى فرض صحة هذه القصة وأمثالها فهذا من الخطأ الذي يغمر في بحر الحسنات فلا نسقط على الهنات ونغض الطرف عن الجهود والمساعي الخيرة لهؤلاء الرجال فكم من خير وسنة نشروا وكم من بدعة ومنكر قمعوا وأماتوا.. وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع.... هذا ماأحببت التنبيه والتعقيب عليه على وجه الاختصار والسرعة وكتب سعد بن ضيدان السبيعي الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية
| |
|